الكسر حول التعويض الصناعي

ما هو الكسر حول التعويض الصناعي؟

الكسر حول التعويض الصناعي هو كسر في العظام بالقرب من التعويض الصناعي المزروع، ونظراً لكون مفاصل الورك والركبة الصناعية هي أكثر التعويضات الصناعية استخداماً، فإن عظم الفخذ، وخاصةً الجزء الوحشي (السفلي) منه؛ يكون الأكثر تأثراً بالكسور حول التعويض الصناعي، بينما تعتبر الكسور حول التعويض الصناعي في الحُق أو الظنبوب أو الرضفة نادرة للغاية.

تبلغ نسبة حدوث الكسر حول الركبة الصناعية 1-4% بعد الزرع الأولي لمفصل الورك الصناعي، أما بالنسبة لمفاصل الركبة الصناعية الأولية فتبلغ نسبة حدوث الكسر حولها 0.3-5.5%، وبعد تغيير التعويض الصناعي تكون حالات الإصابة أعلى بشكل ملحوظ، ومع ارتفاع متوسط ​​العمر المتوقع والنشاط في سن الشيخوخة وزرع العديد من التعويضات الصناعية؛ فقد تضاعف عدد حالات الكسور حول التعويضات الصناعية لأكثر من الضعف من عام 2009 حتى عام 2019، ومن المتوقع أن يشهد عام 2030 زيادة أخرى قدرها 174%.

ما هي الأسباب المحتملة لحدوث كسر بالقرب من الغرسات؟

هناك ذروتان في معدل حوادث الكسور حول التعويضات الصناعية، مع وجود أسباب أخرى مختلفة.

الذروة الأولى في الأعمار الأصغر سناً، أي أقل من 60 عاماً، ويحدث الكسر عادةً هنا نتيجة لصدمة عالية السرعة، مثل الحوادث المرورية، وتعتبر الإصابات المرافقة أكثر شيوعاً في هذه الحالة، مثل إصابات الأربطة، الأوتار، الغضروف الهلالي والعظام الأخرى.

أما الذروة الثانية فتحدث لدى المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وفي هذه الحالات تكون الأسباب الرئيسية للكسور حول التعويضات الصناعية هي ما يلي:

•  سوء نوعية العظام (مثلاً بسبب هشاشة العظام، الأمراض الروماتيزمية، تناول الأدوية الستيروئيدية...)
• تقلقل التعويض الصناعي
• الميل إلى السقوط (مثلاً بسبب الدوخة، ضعف العضلات، مرض باركنسون، المشية غير المستقرة...)

وغالباً ما يكون الكسر ناتجاً عن مزيج من هذه الأسباب، حيث تحدث كسور العظام عند هذه المجموعة من المرضى دون حصول صدمة كافية أو نتيجة لحادث بسيط عادةً، ولذلك تكون الإصابات المرافقة أقل شيوعاً بكثير.

ما هي الأعراض والعلامات التي تشير إلى وجود كسر حول التعويض الصناعي؟

يتظاهر الكسر حول التعويض الصناعي بنفس الأعراض التي تتظاهربها كسور العظام الأخرى، حيث يتم تمييز العلامات المؤكدة لوجود الكسر عن العلامات الغير مؤكدة للكسر، والتي قد تظهر في منطقة الكسر؛ دون أن تثبت وجوده، ولاتكون كل العلامات موجودة في معظم الحالات.

تشمل العلامات الغير مؤكدة للكسر ما يلي:

• الألم
• التور
• الاحمرار
• تحدد الوظيفة

العلامات المؤكدة للكسر هي:

• انحراف المحور
• الحركة المفرطة
• تكوّن درجات أو فجوات ضمن العظم
• الطقطقة (صوت طقطقة يظهر عندما تحتك الشظايا العظمية ببعضها)

كيف يتم تشخيص الكسر حول التعويض الصناعي وما هي الفحوصات اللازم إجراؤها؟

يتم عند الاشتباه بوجود كسر إجراء فحص شعاعي، بالإضافة إلى تسجيل التاريخ الطبي للحادث، الأعراض، الأمراض السابقة ذات الصلة والفحص البدني، ويتم عادةً التصوير بالأشعة السينية، لكن في حالة الكسور المعقدة؛ يكون التصوير المقطعي المحوسب (CT) أكثر ملاءمةً، ولا يستطب إجراء فحوصات إضافية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، إلا في حالاتٍ محددةٍ، مثلاً عند الاشتباه بوجود إصابات مرافقة معينة ضمن النسج الرخوة.

وفي حالة حدوث كسر حول التعويض الصناعي، يجب الحصول على تقييم لكامل التعويض الصناعي عبر التصوير الشعاعي، بالإضافة إلى أخذ ما يدعى بـ "تاريخ التعويض الصناعي"؛ لتقييم إمكانية الاحتفاظ بالتعويض الصناعي أو وجوب استبداله، يؤخذ بالاعتبار نموذج وعمر التعويض الصناعي، الدراسات الشعاعية السابقة وأي علامات لارتخاء التعويض الصناعي خلال فترة ما بعد الجراحة، وكلها عوامل حاسمة لاتخاذ هذا القرار.

ما هي الخيارات العلاجية المتاحة؟

إن علاج الكسر حول التعويض الصناعي أكثر تعقيداً من علاج كسور العظام الأخرى، نظراً لأنه يجب إعادة توصيل جميع الأجزاء العظمية، أي كل من عظام الجسم والتعويض الصناعي، بطريقة تشريحية صحيحة، وظيفية ومستقرة.

يمكن في كثير من الأحيان علاج الكسور المجاورة للتعويض الصناعي بشكل محافظ؛ إذا لم تتحرك الشظايا العظمية، لذلك يتم تثبيت المريض دون أن يكون هناك حاجة لإجراء الجراحة لكي يشفى العظم، لكن في حالة الكسر حول التعويض الصناعي؛ فإن المعالجة المحافظة تؤدي إلى نتائج وظيفية سيئة، وبالتالي تكون التصحيحات الجراحية اللاحقة ضرورية في كثير من الأحيان، لذلك يجب معالجة الكسر حول التعويض الصناعي جراحياً، بينما يتم إجراء المعالجة المحافظة فقط في حالات محددة، مثلاً عندما يكون خطر الجراحة أو التخدير مرتفعاً للغاية نتيجة لوجود أمراض سابقة.

ينبغي إجراء الجراحة خلال 48 ساعة من وقوع الحادث، وإلا فإن معدل الوفيات سيرتفع بشكل كبير،ويتم تحت التخدير العام أو الموضعي الوصول إلى الكسر عبر شق جلدي كبير، وإذا لزم الأمر، يتم إرجاع الشظايا العظمية إلى تموضعها الفيزيولوجي، فإذا كان التعويض الصناعي مستقراً؛ يمكن عندها تركه في مكانه، أما إذا أصبح رخواً؛ فعندها لابدّ من استبدال جزء من التعويض الصناعي أو كامل التعويض الصناعي، حيث يتم تثبيت الشظايا العظمية في موضعها الصحيح باستخدام البراغي أو الصفائح أو مزيج من الاثنين، وفي حالات التراجع الكبير في جودة العظام، مثلاً بسبب هشاشة العظام، فإن تثبيت المواد المثبتة للعظم والتعويض الصناعي ضمن العظم يمثل تحدياً كبيراً، وفي هذه الحالة، قد يكون من الضروري زيادة الكتلة العظمية باستخدام نسج عظمية من عظم الحرقفة الذاتي أو من متبرعين سواء بشر أو حيوانات، ويتم بعد ذلك إغلاق طبقات الأنسجة المتعددة فوق العظم مرة أخرى، واجراء خياطة الجلد أو تدبيسه.

كيف تتم عملية التعافي وإعادة التأهيل؟

بعد الجراحة، يجب إعادة بناء مستوى الإجهاد تدريجياً تحت إشراف المعالجة الفيزيائية، ولهذا السبب فإن الوقاية الدوائية من تجلط الدم ضرورية، وعادةً ما تكون بشكل حقن، مع وجوب تغيير الضماد بانتظام ومراقبة الجرح.

ويمكن أن تساعد متابعة العلاج في الوصول لأفضل نتيجة ممكنة.

وبشكل عام يستعيد 70% من المرضى القدرة على الحركة التي كانت لديهم قبل كسر التعويض الصناعي.

من هم الأطباء الاختصاصيون في معالجة الكسور حول التعويضات الصناعية؟

الكسر حول التعويض الصناعي هو حالة تندرج ضمن مجال جراحة الحوادث؛ التي يجب أن يتم علاجها فقط من قبل الأطباء ذوو الخبرة، حيث أنها غالباً ما تنطوي على عمليات معقدة ومرضى مسنين ولديهم امراض سابقة.

إن أي شخص يحتاج إلى طبيب يريد الحصول على أفضل رعاية طبية ممكنة لنفسه، لذلك سيسأل المريض أين يمكن أن يجد أفضل مشفى لحالته؟ ونظراً لأنه لا يمكن لطبيب جدي أن يقول عن نفسه أنه الأفضل، فلا يمكن سوى الاعتماد على خبرة الطبيب.

سنساعدكم في العثور على خبير لحالتكم، حيث تم تقييم جميع الأطباء والمشافي المدرجة من قبلنا للتأكد من تخصصهم المتميز في مجال كسور التعويضات الصناعية، ونحن بانتظار استفساركم أو طلبكم للعلاج.