معلومات عن تخصص متلازمة توريت
ما هي متلازمة توريت؟
تُعرَّف متلازمة توريت على أنها مجموعة من اضطرابات التشنجات اللاإرادية المزمنة والمركبة، وتصنف ضمن الأمراض العصبية النفسية، التي تعتبر أسبابها مجهولة حتى الآن، حيث تحدث هذه التشنجات اللاإرادية نتيجة لوجود اضطرابات في المهارات الحركية أو وجود اضطرابات في القدرة على التحكم بالانفعالات.
ويُبدي هذا المرض تظاهراته الأولى في مرحلة الطفولة، ويمكن أن تحدث تقلبات في شدته على مدى الحياة أو حتى يمكن أن يختفي تماماً.
ما هو سبب حدوث متلازمة توريت؟
لا يزال سبب حدوث متلازمة توريت غير مدروس بشكل كامل.
لكنه يتضمن غالباً وجود عناصر وراثية، على الرغم من أنه لم يتم تحديد أي خلل جيني كامن حتى الآن، حيث تتواجد أنماط غير وراثية من هذا المرض.
ويفترض الباحثون أن الأعراض السريرية للمتلازمة تنتج عن مجموعة من العوامل الاجتماعية، النفسية، الجينية والبيئية.
حيث تفترض الدراسات إمكانية وجود اضطراب في العقد القاعدية (Basal Ganglia)، وهي منطقة دماغية تستخدم الدوبامين كمرسال ليقوم بدور هام في عملية تنسيق الحركة، وهذا ما قد يفسر حدوث التشنجات اللاإرادية، والتي تعد العرض المرافق لمتلازمة توريت.
لكن يمكن أيضاً تشخيص اضطرابات في أنظمة مراسلة مختلفة أخرى ضمن دماغ الأشخاص المصابين.
من الذي يُصاب بمتلازمة توريت؟
وفقاً لتعريف المرض، فإن هذه التشنجات اللاإرادية تظهر بدايةً في مرحلة الطفولة، عادةً في عمر ما بين 4 و6 سنوات، بالإضافة إلى أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بأربع مرات من الفتيات، ونظراً لاحتمالية وجود العنصر الوراثي، فيمكن أن تحدث الإصابات بشكل عائلي.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 1 ٪ من جميع الأشخاص يصابون بمتلازمة توريت، لكن القليل من هذه الحالات تكون شديدة بما يكفي لتتطلب العلاج.
ما هي الأعراض التي يمكن أن تحدث
إن متلازمة توريت عبارة عن اضطراب مزمن من التشنجات اللاإرادية، وهذا يعني حدوث مختلف أنواع التشنجات اللاإرادية – سواء حركات أو نطق لاإرادي متكرر – وذلك لمدة عام على الأقل، حيث يتم التمييز بين عدة فئات:
التشنجات الحركية اللاإرادية البسيط
تكون هذه التشنجات اللاإرادية عبارة عن حركات بسيطة، تتضمن هذه الحركات مجموعة عضلية واحدة فقط، مثل إيماءة بالرأس، هز الكتف أو الغمز.
التشنجات الحركية اللاإرادية المعقدة
هنا تكون التشنجات أكثر تعقيداً، حيث تتضمن عدة مجموعات عضلية، فقد يحدث مثلاً: الدوران ضمن دوائر والقفز في المكان، بالإضافة إلى الحركات التي تسبب إيذاء النفس، مثل ضرب الرأس، كما تندرج الإيماءات الفاحشة ضمن هذه الفئة، ويطلق عليها مصطلح الـ Copropraxia.
التشنجات الصوتية اللاإرادية البسيطة
تكون عبارة عن أصوات بسيطة مثل الصرير، صوت تنظيف الحلق أو الصراخ.
التشنجات الصوتية اللاإرادية المعقدة
في هذه المجموعة من التشنجات اللاإرادية، يتم نطق كلمات أو حتى جمل بأكملها بدون سياق، فمثلاً اضطراب البذاء (Coprolalia)، يعني نطق كلمات بذيئة أو فاحشة، وهو غالباً مألوف للأشخاص العاملين في المجال الطبي نتيجة ظهورها في وسائل الإعلام، حيث تحدث عند 10-20٪ من المرضى فقط.
كما قد يحدث ما يُدعى بالحركة الصدوية (Echopraxia)، وهي عبارة عن التقليد القهري المتكرر للحركات، الإيماءات والتعابير الوجهية.
تُعرّف متلازمة توريت بأنها اضطراب من التشنجات اللاإرادية المركبة، حيث أنها تتضمن كلاً من التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية.
إن الأمراض التالية لا تنتج عادةً عن متلازمة توريت، لكن غالباً ما تكون مترافقة معها، بحيث من الممكن أن تظهر أعراض هذه المتلازمة لدى المصابين بـ:
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD)
- الوسواس القهري
- صعوبات التعلم
- اضطرابات النوم
- اضطرابات القلق
- الاكتئاب
- الاضطرابات السلوكية (خاصة الاضطراب السلوكي المعارض)
كيف يقوم الطبيب المتخصص بتشخيص متلازمة توريت؟
يتم تشخيص متلازمة توريت بناءً على الملاحظة والقصة المرضية للمريض وأفراد العائلة، حيث يكون عرض الوالدين أمراً أساسياً خاصة عند الأطفال الصغار.
يتم وضع التشخيص النهائي عندما يكون هناك تشنجات لاإرادية حركية متعددة وتشنج صوتي واحد على الأقل، سواء كان موجوداً الآن أو في الماضي، إذ ليس من الضروري أن تكون التشنجات اللاإرادية موجودة كلها في نفس الوقت.
وكي يتم دعوة المرض بمتلازمة توريت، يجب أن تكون الأعراض بدأت قبل سن 18، واستمرت لأكثر من عام.
ما هي خيارات العلاج المتوفرة؟
لا يتوفر حالياً أي علاج لمتلازمة توريت، لكنها تتلاشى عند العديد من المرضى في مرحلة البلوغ.
حيث تتوفر العديد من الخيارات العلاجية، والتي يتم انتقاء المناسب منها تبعاً لشدة الحالة، وبالتالي تخفيف الأعراض والمعاناة قدر الإمكان.
المعالجة النفسية
يجب أن يحصل جميع المرضى وعائلاتهم على استشارات نفسية، كما يمكن أيضاً إشراك المعلمين أو الأصدقاء المقربين في هذه العملية، مع شرح وافٍ حول المرض.
ونظراً لأن العديد من الأشخاص لا يستطيعون تخيل أن هذه التشنجات اللاإرادية المعقدة تحدث بشكل لا إرادي، ويواجهونها بالغضب والرفض، خاصةً في حالتي اضطراب البذاء (Coprolalia) والإيماءات الفاحشة (Copropraxia)، فإن الفهم الأفضل لهذا المرض ضمن البيئة المحيطة بهم ضروري لتعزيز عملية الاندماج الاجتماعي للمرضى الصغار وتقليل مشاعر الخجل لديهم.
المعالجة السلوكية
عادةً ما يسبق التشنجات اللاإرادية شعور معين يدركه المريض، ومن خلال التدريب السلوكي يمكن للمرضى أن يتجاهلوا القناعة لديهم بأن هذا الشعور سيتبعه التشنج اللاإرادي حتماً، وذلك من خلال تعلم حركة بديلة لا تتوافق مع حركة التشنج اللاإرادي، بحيث يتم القيام بها بمجرد الشعور بالحس السابق لها، وبالتالي من الممكن قمع هذه التشنجات اللاإرادية، فمثلاً، يمكن للمريض الذي يقوم بإيماءة بذيئة بيده اليمنى أن يتدرب على استخدام نفس اليد لتمشيط شعره بعيداً عن وجهه عند ظهور هذا الشعور.
المعالجة الدوائية
يتم استخدام العديد من الأدوية في الحالات الشديدة للمرض، مثل المرضى الذين يتعرضون للتنمر بسبب تشنجاتهم اللاإرادية، أو المرضى الذين يؤذون أنفسهم نتيجة هذه التشنجات اللاإرادية والمرضى الذين تعيق تشنجاتهم اللاإرادية ممارسة الوظائف الحيوية، مثل القدرة على التواصل أو النوم.
حيث أن الأدوية التي يتم استخدامها في الدرجة الأولى هي الأدوية المضادة للذهان (Antipsychotic Drugs)، كما يمكن استخدام أدوية تحوي مواد فعالة أخرى كالمواد الوسيطة لنظام النور أدرينالين في الجهاز العصبي أو المادة الشبيهة بالقنب الهندي، والتي تبدي أيضاً تأثيراً إيجابياً على الأعراض المصاحبة لمتلازمة توريت، لكن استخدام هذه الأدوية قد يترافق أحياناً بآثار جانبية مثل الإرهاق، التعب، زيادة الوزن والدوخة.
التحفيز العميق للدماغ
إذا استمرت معاناة المرضى من الأعراض الحادة للمتلازمة على الرغم من استخدامهم للعلاجات الأخرى، فيمكن عندها اللجوء إلى القيام بعلاج جراحي، وهو ما يدعى بالتحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation, DBS).
للقيام بهذا الإجراء، يتم زرع قطب كهربائي في منطقة محددة من الدماغ والتي يجب تعديل وظيفتها، حيث يتم إدخال المحفز العصبي القابل للبرمجة والمتصل بالقطب الكهربائي الذي تم زرعه تحت جلد البطن.
إن التحفيز العميق للدماغ يُستخدم أساساً بشكل منتظم في علاج أمراض أخرى مثل مرض باركنسون أو الرعاش مجهول السبب، لكن في علاج متلازمة توريت، لم يتم حتى الآن التأكد من المنطقة الدماغية التي يجب تعديلها للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، وحتى هذه اللحظة تم تجربة هذا العلاج على مناطق دماغية مختلفة، وحققت هذه التجارب نجاحات متباينة للغاية فيما بينها، فعند بعض المرضى فشلت تماماً، وعند بعضهم الآخر حققت نجاحاً تاماً في التخلص من الأعراض المرافقة.
من هم الأطباء المتخصصين والعيادات المتخصصة في علاج متلازمة توريت؟
غالباً ما يتم اكتشاف المرضى بمتلازمة توريت من قبل طبيب الأطفال أو يتم أخذهم للطبيب لأول مرة بسبب التشنجات اللاإرادية، فإذا لم تكن هذه التشنجات عابرة، وهي عادةً ما تكون شائعة عند الأطفال الصغار، فعندها قد يشتبه الطبيب بالإصابة بمتلازمة توريت، حيث يجب علاج المصابين بها عصبياً ونفسياً على حد سواء.
إذا كان التحفيز العميق للدماغ خياراً علاجياً متاحاً، فإن جراح الأعصاب هو الشخص المناسب للتحدث معه، ونظراً لأن هذا العلاج الجراحي لمتلازمة توريت لم ينتشر بشكل واسع بعد، فإن هذا الإجراء يجب إجراؤه في عيادة متخصصة ومن قبل جراح متمرس.
ستجدون هنا في PRIMO MEDICO أطباء متخصصين تم انتقاؤهم بعناية، إذ يتمتعون بمستوى عالٍ من الخبرة في تشخيص وعلاج متلازمة توريت، حيث يمكنكم الاتصال بالمعنيين، سواء بالطبيب المختص أو العيادة المتخصصة، وذلك بشكل مباشر إما كتابياً أو عبر الهاتف.