طب رئوي

فيزيولوجيا الرئتين

كمثل الجلد فإن الرئة وجهازنا التنفسي بأكمله على تواصل مباشرة مع بيئتنا المحيطة. جميع التغيرات التي تواجهنا في الحياة اليومية بإمكانها أن تترك تأثيراتٍ على هذه المناطق من جسدنا.

تنقسم ممرات التنفس البشرية إلى عليا وسفلى. تشمل الأولى كلاً من تجويف الأنف والحلق (البلعوم) والجهاز الصوتي مع وظيفة إغلاق القصبة الهوائية إلى المريء (الحنجرة). أما ممرات التنفس السفلى فتشمل القصبة الهوائية (الرُّغامى) والتي تتفرع أكثر فأكثر إلى أن تصل إلى الحويصلة الهوائية.

بما أن هذه الأجزاء تمثل منطقة الاتصال الأول مع المواد الخارجية الضارة سواء كانت غباراً أو أوساخاً أو حبوب اللقاح أو مسببات الأمراض كالبكتيريا والفيروسات والفطريات فإنه من الضرورة أن تكون وظيفة المناعة هناك. لذلك تتموضع العقد الليمفاوية مع حُراس نظامنا المناعي في محطات مختلفة من ممرات التنفس، اللذين يتفاعلون بسرعة ويقودون في أفضل الأحوال بمقاومة وردع مسببات الأمراض والجراثيم بشكل فعّال. المواد الضارة الأخرى كالغبار يتم ربط الجزء الأكبر منه من خلال المخاط - الذي يتم إنتاجه في المناطق العليا من القصبة الهوائية وفي الأنف - ونقله فيما بعد بمساعدة الخلايا ذات الشعر (خلايا تحمل أهداب) باتجاه الفم أو مخرج الأنف.

ولكن الرئة ليست مسؤولة فقط عن المناعة الرئيسية ضد مسببات الأمراض والمواد الضارة. الوظيفة الأساسية تتمثل في تبادل الغازات. في هذا السياق يكون بناء الحويصلات الهوائية جوهرياً. تؤمّن الحويصلات الهوائية ومن خلال شكلها الكروي أكبر مساحة ممكنة لتبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك فإن الجدران الخلوية التي تبني الحويصلات الهوائية مسطّحة ورقيقة للغاية ما يؤدي إلى تقليص طريق الغازات إلى ممرات الدم الواقعة وراء ذلك.

من خلال التنفس والكلام وتبادل الغاز والحماية ضد الجراثيم ومسببات الأمراض تتم الرئة الوظائف التي تسمح لجسمنا بتفاعل رائع مع البيئة المحيطة في ظل شروط جيدة. ولكن ذلك يعتمد على توازن يمكن لعوامل كثيرة أن تصيبه بالاهتزاز.

أي الأمراض يتم علاجها في طب الصدرية (طب الرئة)؟

بالإجمال تمتلك عوامل كالضغط وأسلوب الحياة تأثيراً هائلاً على نظامنا المناعي وقدرة أجسامنا على التجدد. تجعل المواد الضارة الملحقة بشكل إضافي سواء كانت غير مرغوبة عبر عبء الجسيمات المعلّقة أو عبء الغبار في مكان العمل أو مرغوبة كتدخين التبغ.

أمراض الرئة عبر التدخين

تعد أمراض داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والنفاخ الرئوي وفي أسوأ حال بالطبع سرطان الرئة من أكثر الأمراض التي يسببها التدخين انتشاراً.

أمراض الرئة عبر العدوى

ولكن كذلك مسببات المرض يمكن أن تجد طريقها إلى جهازنا التنفسي. تلعب الحالات الغير مضرة كحالات العدوى بالرشح والزكام دوراً مهماً تماماً كالتي يلعبه التهاب الرئتين والأمراض الخطيرة الواجب التبليغ عنها كداء السّل.

مشاكل الرئتين بسبب الحساسية

إحدى المشاكل التي يحاربها كثير من الناس تتمثل في التفاعل المفرط للجسم على مواد ليست بضارّة في الواقع، تلك المشكلة تسمى الحساسية. هنا تحدث كثير من الأعراض بدأً من الحكة والتورّم إلى حد الوصول إلى ضيق التنفس. من ضمن أكثر الأمراض شيوعاً هو الربو. بجانب العلاج الدوائي تساعد أيضا وسائل طبية حديثة في علاج الحالات الصعبة من الربو كالكيّ الحراري للشعب الهوائية.

أمراض الرئتين الجهازيّة (الشاملة)

كذلك الأمراض التي تهاجم أعضاء مختلفة في الجسم قد تستدعي ضرورة المعالجة لدى أخصائي الرئة. من ضمن ذلك أمراض التليّف الكيسي الوراثي و ومرض الأعصاب التصلّب الجانبي الضموري و الغرناوية (الساركويد) والتي يرافقها تشكل عقيدات في أنسجة الجسم المختلفة. غالباً يكون الهدف من العلاج هنا يكون تخفيف الأعراض والشكاوي وتحسين نوعيّة الحياة.

متى يتوجب علي الذهاب إلى أخصائي الرئة أو إلى مستشفى لطب الرئة؟

في النهاية يتعلق الأمر بمدى تجلّي الأعراض ومدى صعوبة وتهديد المرض ما إذا كانت زيارة الطبيب نافعة. سيكون الطبيب العام (طبيب العائلة) بالتأكيد عوناً في الشكاوى الصغيرة، يمكن أن يصبح التحويل إلى طبيب الجهاز التنفسي أو طبيب الرئة ضرورة إذا ما حدثت أعراض أصعب.

يمكن للتعاون مع أخصائي داخلية (طب الداخلية) أو أخصائي قلبية (قلب ودورة دموية) أن يكون نافعاً إذا ما كان للرئة تأثير على الدورة الدموية؛ على سبيل المثال في ارتفاع ضغط الدم الرئوي (فرط ضغط الدم الرئوي).

في الغالب يتم علاج أمراض السرطان كسرطان الرئة ضمن تشاور متعدد الاختصاصات، هذا يعني بشكل إضافي عملا مشتركاً من أخصائيي الأورام وأخصائيي الأشعة وأخصائيي العلاج بالأشعة.

أين أجد طبيب رئة ذو خبرة؟

لدى بريمو ميديكو ستجدون حصراً مختصّين بالرئة ذوي خبرة ومستشفيات اختصاص في الرئة في ألمانيا والنمسا وسويسرا.